وقفات مع القصص القرآني

وقفات مع القصص القرآني

الحمد لله رب العالمين نحمده  ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله قال تعال (ياايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ألا وانتم مسلمون) (سوره ال عمران) وقال تعالى (ياايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا) (سوره النساء ايه 1) وقال تعالى (ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) وبعد فهذه الرسالة موجزه تتضمن حديثا عن قصص القران الكريم وهي متعددة الألوان متنوعه الأشكال يبدا منطقه في الأهداف والأغراض متناغمة في المقاصد والهدايات (لقد كان في قصصهم عبره لأولي الباب) (سوره يوسف) وقال تعالى (فأقصص القصص لعلهم يتفكرون) (سوره الأعراف) وقال تعالى (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك) (سوره هود) وقال تعالى (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون) (سوره القصص) وهذه القصص هي التي اخبرنا الله تعالى بها في القران الكريم عن أحوال الأمم الماضية والنبوات السابقة والحوادث الواقعة فقد اشتمل القران الكريم على كثير من وقائع الماضي وتاريخ الأمم وذكر البلاد والديار و تتبع اثار القوم وحكي عنهم صور ناطقه لما كانوا عليه وذلك لقوه تأثيرها في صلاح القلوب والأعمال والأخلاق كما ان القصة من الأساليب القرآنية في شرح الإسلام وبيان رسالته ومزج تعاليمه في القلوب فقد كان تاريخا للأمم والشعوب الأولى وأخبار الأنبياء والرسل  وفي هذه الإطلالة استعراض لجوانب مما قصص القران يتضمن مفاهيمه  وأنواعه وأغراضه وفوائده وغير ذلك مما له صله بقضيه القصص القرآني ونسال الله تعالى السداد والتوفيق انه خير مسؤول وأكرم  مأمول، وصلى الله على البشير وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

العنوان: القصة القرآنية - تعريفها - أقسام الفني القصصي وأسلوبها وأنواعها وأهدافها وأغراضها وخصائصها الفنية

خطه البحث العناصر

1.    تعريف القصة القرآنية لغة واصطلاحا

2.    أقسام الفن القصصي

3.    أسلوب القصة القرآنية

4.    أنواع القصة القرآنية

5.    أهداف القصة القرآنية

6.    أغراض القصة القرآنية

7.    خصائص القصة الفنية

 المبحث الأول: القصة لغة:

هي الحفظ بالتتبع والأخبار

القصة هي الخبر المقصوص، وقص على خبره بقصه قصا وقصصا

وهي مشتقه من قص الكلام أو الأخبار نحوهما بقصها قصصا نتبعها فرواها مثل قوله تعالى "فلما جاءه وقص عليه القصص"

وأصل القصص في اللغة العربية: هو أتباع الشيء للشيء
وفسر الأمام الرازي قول الله تعالى "نحن نقص عليك احسن القصص" فقال: القصص هو اتباع الخبر لبعضها بعضا واصله في اللغة المتابعة مستندا بقوله تعالى "وقالت لأخته قصيه" أي اتبعي اثره
ويرى الرزان القصص: هو مجموع الكلام المشتمل على ما يهدى إلى الدين ويرشد إلى الحق ويأمر بطلب النجاة
وهو بهذا التعريف يشرح معنى القصص شرحا دينيا وبهذا المعنى ورد وردت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في احاديثه مع صحابته الكلام فمن استعما لأنه لهذا اللفظ قوله صلى الله عليه وسلم "من راي منكم رؤيا فليقصصها"

والقصة في الاصطلاح

هي حكاية خبر وقع في زمن مضى لا يخلوا من العبر مع شيء من التطويل في الأداء

وقيل: هي وسيله للتعبير عن الحياه أو قطاع معين منها يتناول حادثه واحده أو عددا من الحوادث بينها ترابط سردي ويجب ان يكون لها بداية ونهاية

والقصة القرآنية لها توصيف خاص وهي كل خبر موجود بين دفتي المصحف اخبر به الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بحوادث الماضي بقصد العبرة والهدايا سواء كان ذلك بين الرسل وأقوامهم

والقصة أيضا لها تفسير اخر هي وسيله من وسائل التعبير عن طريق سرد ومتابعه الأثار والتنقيب عن أحداث وقعت في الزمن العابر نساها الناس أو غفلوا عنها لتقدم الزمن ويجب ان تكون لها بداية ونهاية

الفرق بين المعنى اللغوي والاصطلاحي ليس فرقا جوهريا لوجود مناسبه بينهما حيث ان المعنى الاصطلاحي اخص من المعنى اللغوي ولا اشتراكها في الأصل معني القصة وهو التتبع والنقل وعلى كل فالفرق بين المعنيين ليس جوهريا إنما هو شيء املته طبيعية والازدهار في العلوم والفنون

المبحث الثاني: أقسام الفن القصصي

ينقسم الفن من ناحيه القالب والمظهر إلى أربعه أقسام:

الأقصوصة: هي قصه قصيره يعالج فيها الكاتب من جانبا من الحياه لكن لكل جوانب هذا الحياه فهو يقتصر على سرد حادثه أو بضع حوادث يتألف منها موضوع مستقل بشخصياته ومقوماته على ان الموضوع قصره يجب ان يكون تاما ناضجا من وجهه التحليل والمعالجة

القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية وفيها يعالج الكاتب جوانب ارحب مما يعالج في الأول فلا بأس هنا ان يطول الزمن وتمدد الحوادث ويتوالى تطورها في شيء من التشابك

الرواية: فيها يعالج المؤلف موضوعا كاملا أو اكثر فلا يفرغ القارئ منها ألا وقد الم بحياة البطل أو الأبطال في مراحلها المختلفة

الحكاية: فهي سرد واقعه أو وقائع حقيقيه أو خياليه لا يلتزم في الحاكي قواعد الفن الرقيقة بل يرسل الكلام كما يؤتيه طبعه

يفرض العلماء في القصة الفنية بمعانيها العام وجود ثلاثة عناصر رئيسيه فهي الموضوع والشخصيات والحوار

المبحث الثالث: أسلوب القصة القرآنية

هو أسلوب معجز كان له صنيعه في القلوب وتأثيره في النفوس وذلك من تأثير بلاغته التي ترجع إلى جمال الفاظه وحسن نظمه وسمو معانيها لا ترى شيئا من الألفاظ افصح ولا اجزل ولا اعزب من الفاظه ولا ترى نظاما احسن تأليفا
وأما المعاني فلإخفاء على ذي عقل إنما هي التي تشهد لها العقول بالتقدم الراضي في أبوابها والترقي اعلى درجات الفضل من دعوتها وصفاتها

والأسلوب في القران الكريم قائم على المناقشة وإيراد الحجج والبراهين المنطقية

المبحث الرابع: أنواع القصص القرآني

النوع الأول: قصص الأنبياء

النوع الثاني: قصص قران يتعلق بحوادث عابره وأشخاص لم تثبت ثبوتهم

النوع الثالث: قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كغزوه بدر واحد وحنين وتبوك والأحزاب والهجرة والإسراء والمعراج

النوع الرابع: هو ما انطوت عليه بعض الأنواع السابقة وغيرها من الآيات على حديث عن بعض المخلوقات الأخرى كالطيور والغراب والهدهد والحشرات كالنملة

النوع الخامس: فهو قصص تضمن ذكر البلاد والديار وما حل بها وأهلها من الدمار بعد العمار والفساد بعد الصلاح والشر بعد الخير مثل قصه صاحب الجنتين وقصه اهل سبأ لقد كان لسبأ في مسكنهم أيه وأصحاب الجنة في سوره القلم

المبحث الخامس: أهداف القصة

الهدف الأول: هو هداية الناس كما في قوله تعالى "وان هذا القران يهدي للتي هي أقوم"

الهدف الثاني: هو أثبات وحده الرسالة والعقيدة وان اختلفت الشريعة كما في قوله تعالى "ولقد بعثنا في كل امه رسولا ان اعبد الله" – "لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره"

الهدف الثالث: بيان ان وسائل الأنبياء في الدعوة واحده وان استقبال قومهم لهم متشابه، فضلا عن ان الدين من عند الله اله واحد وانه قائم على أساس واحد

الهدف الرابع: بيان ان ينصر أنبيائه في النهاية ويهلك الكاذبين
أثبات وجه من وجوه أعجاز القران إلى ان القصص في القران من الأنبياء الغيبية التي أتى بها وهذا وجه من وجوه إعجازه

الهدف السادس: هو بيان ان الدين الذي دعا اليه الأنبياء هو من عند الله و يصدر من شكاه واحده وذلك لوحده الدعوة إلى الله وتوحيده

الهدف السابع: بيان حكمه الله تعالى فيما تضمنته هذا القصص لقوله "ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر حكمه باللغة فما تفنى النزر" – "ولقد وصلنا لهم القوم القول لعلهم يتذكرون"

الهدف الثامن: هو الاعتبار والألفاظ من خلال النظر في سنه الله تعالى "النافذة في الكون فالعافية دائما للمتقين والخزي والدمار على الظالمين"

الهدف التاسع: هو إيجاد التغيير الجذري للمجتمعات عن خلال بيان المناهج الصحيحة للحياة الإنسانية التي على أساسها يتبنى هذا في التنير

الهدف العاشر: خلق القاعدة المؤمنة الواعية القادرة على تحمل أعباء مسئوليه هذا التغيير

الهدف الحادي عشر: تعميق العقيدة في النفوس من خلال الطرف إمتاعا للعاطفة وأقناعا للعقل تلك العقيدة المرتكزة على وحدانية الله تعالى

الهدف الاثنا عشر: التسامي بالإنسان ليمتاز عن الحيوان

الهدف الثالث عشر: اعتناء القصص القرآنية بأسباب هلاك الأمم وبيانها بشكل عجيب

الهدف الرابع عشر: من خلال الأسلوب البديع وجمال الصور للقصة القرآنية يستطيع القارئ ان يقتطف التحليل الصحيح والاستنتاج الصائب للحقائق الناصعة

المبحث السادس: أغراض القصة

1.    بيان قدره الله تعالى على الخوارق قصه سيدنا ادم وقصه مولد سيدنا عيسى وقصه سيدنا إبراهيم

2.    بيان عاقبه الاستقامة والصلاح وعاقبه الانحراف والإفساد

3.    بيان الفارق بين الحكمة الإنسانية العاجلة والحكمة الكونية البعيدة الآجلة كقصه موسى والخضر

المبحث السابع: خصائص القصة الفنية

1.    مره يكتم سرا المفاجئة عن البطل والنظارة حتى يكشف لهم معا في ان واحد مثل قصه موسى والخضر وقصه بناء الجدار وقتل الفلاح

2.    يكشف بعض السر للنظارة وهو خاف على البطل في موضع وخاف عن النظارة وعن البطل في موضع اخر مثل عرش بلقيس

3.    ومره يكشف السر للنظارة من أول لحظه مثل قصه أصحاب الجنة في سوره القلم التي تبدا بقوله "انا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة اذا اقسموا ليصير منها مصبحين"

 أيضا الخصائص الفنية للقصة القرآنية

مره يذكر ملخصا للقصة ثم يعرض التفصيلات بعد ذلك من بدايتها إلى نهايتها وذلك بطريق قصه اهل الكهف

مره يذكر عاقبه القصة ومغزاها ثم تبدا القصة بعد ذلك من أولها وتسير بالتفصيل خطواتها مثل قصه سيدنا يوسف عندما بدأت بالرؤيا ولما توقعه يعقوب من ورائها

مره تذكر القصة المباشرة بلا مقدمه ولا تلخيص ويكون في مفاجأتها الخاصة ما يفني مثل قصه مريم عند مولد عيسى ومفاجأتها وقصه سليمان مع النمل والهدهد وبلقيس

مره يحيل القصة تمثيليه مثل قصه إبراهيم وحواره مع قومه عند تكسير الأصنام وحواره مع ولده عندما امر بذبحه وتعاونه مع والده في بناء البيت